بحوث المقام
بحث دلالي
تدلّ الآيات الكريمة على أمور :
الأول : أنّ قوله تعالى : (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ) يدل على ثبوت حج التمتع وأنّ قوله تعالى : (ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) يدل على أنّه وظيفة الآفاقي دون الحاضر المقيم.
الثاني : أنّ الإتيان بضمير الجمع في قوله تعالى : (وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ) يدل على أنّ المناط رجوع الأصحاب إلى الأهل فلو أقام بمكة يقدر له زمان رجوع أصحابه إلى بلده ، فيجوز له حينئذ أن يصوم السبعة.
الثالث : أنّ قوله تعالى : (تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) يدلّ على أنّ هذه العشرة كاملة في النّسك تقوم مقام المبدل عنه في الحكم ، وقد تقدّم بعض الكلام في هذا التعبير فراجع.
الرابع : أنّ في قوله تعالى : (ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) كمال اللطف والعناية. وفيه إشارة إلى حكمة هذا التشريع فإنّ الإنسان في السفر يحتاج إلى الأهل ليخفف عنه ما قاساه من أهوال السّفر وأتعابه فيطمئنّ إليهم ويستريح عندهم والإحلال من إحرام العمرة والتمتع بما