بحث فقهي
تضمنت الآيات الشريفة كثيرا من أحكام الحج وشرحتها السنة المقدّسة شرحا وافيا وقد ذكرها الفقهاء في كتبهم الفقهية. ونحن نذكر المهمّ المستفاد من هذه الآيات في المقام وهي :
الأول : دلّت الآية الشريفة (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ). على أنّ الحج والعمرة من العبادات المتوقفة على قصد القربة ، كما تدلّ على وجوب إتيانهما تامّين جامعين للأجزاء والشرائط ، وعلى وجوب إتمامهما بعد الشروع فلا يجوز الإحلال إلا بعد تمام أفعال الحج والعمرة ، فمن أفسد حجه أو عمرته لجهة من الجهات لا يبطلان ويجب عليه المضي فيه والإتمام ثم الإحلال ، وحينئذ فإن كان فيه القضاء وجب وإلا فلا. وتفصيل ذلك يطلب من الفقه.
كما تدل على وجوب العمرة وأنّها بمنزلة الحج ، وتدلّ عليه روايات كثيرة مروية من الفريقين ذكرنا بعضها في البحث الروائي.
والآية المباركة لا تدل على أنّ الحج والعمرة واجبان فلا بد من إثبات الوجوب لهما من دليل آخر :
أما الحج : فقد دلّت الآية الشريفة (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران ـ ٩٧] والنصوص المتواترة بين الفريقين بل الضرورة الدّينيّة على وجوب حجة الإسلام مع استجماع الشرائط.