فيكون (قَوْلُهُ) بدل البعض عن الكلّ.
وقيل : إنّه متعلق ب (قَوْلُهُ) وهو صحيح أيضا ، وعلى أي تقدير الآية تشير إلى التعجب من الظاهر المختلف مع الباطن الذي يكشفه الله تعالى بحسب ما شاء وأراد ، وفي المقام بقوله تعالى : (يُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ).
أي : ومن الناس من يظهر الإيمان ويدّعي صفاء السّريرة وحسن الصّحبة ويوهم الزّهد عن الدّنيا والعزوف عن ملاذّها ويدّعي توافق ظاهره مع الباطن وأنّ ذلك في القلب وأنت تعجب من براعته في الكلام ، وحسن أدائه.
قوله تعالى : (وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ).
أي : يحلف بالله ويجعله شاهدا على ما في قلبه من المحبة والإيمان ، وأنّ قلبه موافق لما يقوله ، وهذا التعبير آكد من الحلف واليمين ، ومن يقوله كاذبا ينسب الجهل إليه تعالى.
قوله تعالى : (وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ).
اللّدد : شدة الخصومة ، والألدّ صفة مشبهة ، وهي تدل على المبالغة أي : شديد الخصام والمجادلة ، وجمعه (لدّ) بالضم ، قال تعالى : (وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) [مريم ـ ٩٧].
والخصام مصدر يقال : خاصمته خصاما ومخاصمة ، وقيل : إنّه جمع خصم كصعب وصعاب.
والمعنى : إنّه في نفسه من أشدّ الناس عداوة ومخاصمة للنبيّ (صلىاللهعليهوآله) وللمسلمين يضمر في قلبه كلّ عداوة للحق ولأهله.
٢٠٥ ـ قوله تعالى : (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها).
التولّي إذا كان متعديا بنفسه يفيد معنى الإقبال والتوجه إلى شيء وإذا عدي ب (عن) لفظا أو تقديرا ـ كما في المقام ـ يكون بمعنى الإعراض