بحوث المقام
بحث دلالي
تقدّم أنّ المراد من قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ) وما في سياقه من الآيات المباركة هو التجلّي الأعظم لإقامة الحقّ في النّوع. والمستفاد من مجموع ما وصل من الكتاب المبين والسنة الشريفة أنّه ثلاثة :
الأول : ليلة إسراء نبينا الأعظم سيد الأنبياء وخاتمهم حيث به ختمت التشريعات السماوية ، كما أنّ به فتحت أبواب العلوم الربانية فوضع فخر الكائنات الدنيا تحت قدميه ، وشرّف العرش بغبار نعليه ، فأوحى الله جلّت عظمته إلى عبده ما أوحى ، وقد أخذ (صلىاللهعليهوآله) الحق من الحق بالحق ، وهو يوم تشريع القوانين الإلهية ، وقد ورد في بعض الدّعوات المعتبرة في البعثة والإسراء «اللهم إنّي أسئلك بالتجلّي الأعظم».
الثاني : يوم كمال عقل جميع الناس واقعا وعملا ، وهو يوم ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) وهو أعظم أيام التجلّي الربوبي ، وقد أجمعت الأنبياء على أنّه سيأتي هذا اليوم ، وأثبتته القواعد الفلسفية المتقنة ، وفي الحديث «إذا ظهر الحجة وضع الله يده على رؤوس العباد فتمّت بها