يكونان إلا من كتاب الله تعالى ، وهو القانون الأتم الأكمل والنظام الرباني التشريعي.
والمراد به في المقام : هو الضم ، سواء كان في الإرادة أو في اللفظ أو في الحروف ، أو في الصحيفة ، أو في الخارج ، وكلّ شيء يراد فهو جمع في الإرادة ، فإذا قيل فهو جمع في اللفظ ، وإذا كتب فهو جمع في الصحيفة. وإن أنشئ خارجا فهو جمع في الاتحاد ، وإذا عمل به فهو جمع في الخارج.
فالجامع في الجميع هو النظم والجمع.
وقد استعمل الكتاب بتمام هذه الاستعمالات في القرآن الكريم ، كما وردت هذه المادة بهيئات مختلفة في القرآن العظيم ، وفي خصوص لفظ (الكتاب) في أكثر من مأتي مورد ، وتستعمل في المعارف المعنوية والشؤون الأخروية.
والكتاب أخص من الصحيفة قال تعالى : (صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) [البينة ـ ٢] ، وعن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : «أنزل الله مائة وأربعة كتب وأنزل منها على آدم (عليهالسلام) عشر صحف ، وعلى شيث خمسين صحيفة ، وعلى أخنوخ ـ وهو إدريس ـ ثلاثين صحيفة ، وهو أول من خطّ بالقلم. وعلى إبراهيم (عليهالسلام) عشر صحف ، والتوراة ، والإنجيل ، والقرآن».
والمراد من الكتاب في المقام جنسه ليشمل الشرائع السماوية الخمسة المختصة بأولي العزم من الأنبياء : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد (عليهمالسلام) ، قال تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى) [الشورى ـ ١٣].
ويستفاد من هذه الآية المباركة بانضمام الآيات الأخرى أنّ نوحا أول من أتى بشريعة في كتاب سماوي متضمن لمنهاج إلهي يرشد إلى الصّلاح ويشمل من الأحكام والمعارف التي تهدي الإنسان إلى السعادة في الدّارين ، كلّ شريعة بحسب ما يلائمها من الظروف والقابليات إلى أن انتهت إلى شريعة