وأما أولو العزم منهم فهم خمسة ـ وهم سادات الأنبياء ـ نوح ، وإبراهيم وموسى ، وعيسى ، ومحمد (صلوات الله عليهم) ، قال تعالى : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) [الأحقاف ـ ٣٥] ، ولكلّ واحد من هؤلاء شريعة ، قال تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى) [الشورى ـ ١٣].
كما أنّ لكلّ واحد منهم كتابا ، قال تعالى : (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) [الأعلى ـ ١٩] ، وقال تعالى : (وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ) [المائدة ـ ٤٦].
والمراد باولي العزم : أولو الثبات والاستقامة فيما عهد إليهم مما أمرهم الله تعالى به ونهاهم عنه ، وتبليغ ذلك إلى الأمة ، أي الاستقامة في الدّين بالدّين وللدّين بوحي سماوي ، قال تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) [الأحزاب ـ ٧].