وإنّما ذكر سبحانه الخير مع أنّه عالم بجميع ما يصدر عن الإنسان من خير وشر ، قال تعالى : (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) [التوبة ـ ١٦] للاهتمام به ، وكثرة العناية به مطلقا.
والآية مع إيجازها تشتمل على الخير ، وثمرته ، وعلم الله تعالى به ، وجزائه عليه ، وذلك لأنّ الخير محبوب له ، وهو عالم بصدوره ومحبته لشيء تكون جزاء حسنا له.
ويستفاد من هذه الآية أمور :
الأول : ترغيب الناس في فعل الخير ، والاستكثار منه ، لغرض أنّه في علم الله تعالى لا يغيب عنه.
الثاني : الإيماء إلى كون الإنفاق وفعل الخير ينبغي أن يكون بعيدا عن الرياء والشرك ، والمنة وجميع أنحاء الشر ، فإنّ الإنسان إذا استحضر عند فعله الخير علم الله تعالى به خلص عمله.
الثالث : عدم احتقار اليسير من المال في الإنفاق ، فإنّ المناط كله خيرية الإنفاق ومحبوبيته عند الله تعالى وعند الناس قال تعالى : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران ـ ٩٢] ، ولذا استبدل عزوجل الإنفاق في صدر الآية وذيلها بالخير وفعله.
الرابع : يستفاد من إطلاق هذه الآية وأمثالها أنّ ذات الخير محبوبة له عزوجل ، سواء قصد في فعله القربة أم لا ، نعم ، لا بد أن يكون خالصا من أنحاء الشر ، كما ذكرنا.