حرها وإحراقها أخفافها.
وعن جمع من اللغويين أنّ هيئة فعلان ـ بفتح الأول والثاني ـ يراعى فيها الاضطراب والحركة في الجملة ، كالخفقان واللّمعان ، والسّيلان ونحوهما ، وقد ادعى الكلية في ذلك.
سمي هذا الشهر بهذا الاسم ، لأنّ حدوث هذه التسمية كان في شدة الحر ، فإنّهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة عدوها بالأزمنة التي وقعت فيها ، أو لأنّه يحرق الذنوب ويسقطها عن الصائمين فعن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) قال : «إنّما سمي رمضان لأنّه يرمض ذنوب عباد الله» ، أو إنّه مأخوذ من الرمضاء ـ بسكون الميم ـ وهو مطر يأتي قبل الخريف يطهّر وجه الأرض عن الغبار ، كما نقل عن الخليل ، فكذلك شهر رمضان يطهّر قلوب هذه الأمة عن الخطايا والرذائل.
وهو ممنوع من الصرف للتعريف ، والنون الزائدة ، ولم ترد هذه المادة في القرآن الكريم إلا في هذا المورد.
وفي بعض الأخبار أنّ رمضان اسم من أسماء الله تعالى فعن أبي جعفر الباقر (عليهماالسلام) : «لا تقولوا جاء رمضان وذهب رمضان ، فإنّ رمضان اسم من أسماء الله» ، وقد روي عن النبي (صلىاللهعليهوآله) مثله كما في كنز العمال. ولعل الوجه فيه أنّه عزوجل يسقط ذنوب عباده ويغفر لمن يشاء ، ويشهد له ما في بعض الآثار أنّه شهر الله تعالى ، ولذا من الأدب أن لا يفرد في الكلام ، بل يقال : شهر رمضان ، ولكن وقع التعبير به مفردا في بعض الأخبار ، لبيان أصل الجواز ، ولم أظفر في الدعوات المأثورة أنّه اطلق عليه تعالى (رمضان) في ما تفحصت عاجلا.
قوله تعالى : (الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ).
بيان لحكمة تخصيص هذا الشهر بالصوم. والقرآن يأتي بمعنى الجمع ، وسمي كتاب الله به ، لأنّه جمع فيه المعارف والأحكام ، والعلوم. وهو علم للكتاب المنزل على رسول الله خاتم النبيين محمد بن عبد الله (صلىاللهعليهوآله)