بحث أخلاقي
الرجاء : فضيلة عالية ، وله منزلة كريمة سامية ، ومن الأخلاق الفاضلة أمرنا بالتخلّق بها ، وهو يورث المجاهدة بالأعمال والمواظبة على الطّاعات ، وهو من دعائم الإيمان وركائز الأعمال لا يليق إلا بمن كان مؤمنا مجاهدا ، وقد اعتبره علماء الأخلاق والسلوك من جملة مقامات السّالكين وأحوال الطالبين.
بل هو من ملازمات الحياة التي لا ينفك عنها الإنسان ، وبدونه لا يمكن الفوز بنعم الحياة ، ولا الظفر بالعيش الهنيء. فهو والرّغبة والأمل من الأمور الدخيلة في نظام هذا العالم ، فإنّ بالآمال يتقبل الإنسان المشكلات ويقتحم الصّعاب. وبالرغبات تقوم الأسواق وتتحقق أنواع التجارات ، وبالأماني تقضى الحاجات وتقبل الطلبات ، وبالرجاء يعمل الإنسان ويكافح في سبيل العيش والبقاء. ولنعم ما قيل :
أعلّل النّفس بالآمال أرقبها |
|
ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل |
وبالجملة إنّ للرجاء أثرا كبيرا في حياة الإنسان الفردية والاجتماعية وله الأهمية الكبرى في الجانب التربوي والدّيني له ، مضافا إلى كونه من أركان الإيمان إذا كان متعلّقا بالله تعالى. فإنّه يكشف عن عبودية صاحبه له عزوجل ، وقوة معرفته به وخوفه منه ، لأنّه يرجع إلى حسن الظن بالله تعالى الذي هو مجمع جملة من الأخلاق الفاضلة ، ولذا ورد الأمر به في كثير من الروايات.
فالرجاء يضاعف العزيمة ، ويجعل صاحبه مثابرا على العمل بالصبر