بحوث المقام
بحث دلالي
الآية الشريفة تبيّن جانبا من الجوانب التي تبتني عليها الحياة الزوجية التي اهتم بها الإسلام ووضع لها قوانين وضوابط وآدابا إذا روعيت حق المراعاة لتم الصّلح والوئام بين الأفراد وخلص الإنسان من الشقاء والدّمار وحظى بالحياة السعيدة الهنيئة.
فإنّ الآية تبيّن ما يجب مراعاته في تحقيق هذه العشرة ، فإنّ كلّ واحد من الزوجين لباس للآخر وخليط معه ، ومن شأن كلّ خليط اكتساب صفات الآخر فأمر عزوجل بلزوم التحفظ على الجانب المعنوي والرّوحاني في هذه الحياة بماله من الأثر التربوي والاجتماعي والفردي وعليه تستند قدسية الزّوج وهو ملاحظة الإيمان بالله تعالى الذي هو فطري في الجملة لا سيّما في النفوس الضعيفة ومرحلة الشباب في الإنسان وقد دلت على ذلك الأدلة العقلية كما ثبت في الفلسفة القديمة والحديثة ولعلّه لأجل ذلك قدّم سبحانه وتعالى هذا الأمر على ما يتعلّق بأحكام النّساء لما له الأهمية الكبرى بالنسبة إلى الحياة الزوجية بين الزوجين ولما له الأثر الكبير في نشوّ الأولاد والصّلة بالاجتماع ، بل الرضاع فإنّ اللبن يعدي كما ورد في عدة من الأخبار ، فهذا الحكم له من الآثار ما لا يدركها أحد إلا الله تعالى ولذا أكد عليه بأنحاء