الثاني : أنّ الحارث لما كان يلاحظ خصوصيات الحرث من حيث زمانه ومكانه ، إذ ليس كلّ أرض صالحة للحرث والزرع ، وليس كلّ زمان صالحا للزراعة كذلك لا بد أن يلاحظ في النساء هذه الجهة وهي من أهم جهات الحياة الزوجية وبدونها لم يحصل التعاطف ولم تتحقق المودة والمحبة بين الزوجين ، وقد حرص الإسلام على ملاحظة هذه الجهة ، والعقل يقضي بذلك أيضا.
الثالث : لزوم مراعاة الجهات الخارجية في الحرث : من سقي الماء والتحفظ عن حوادث الجو وغير ذلك ، كذلك لا بد من مراعاة أحوال النساء وملاحظة الزوجة التي يريد أن يختارها لعشرته والمخالطة معها فلا تقتصر على خصوص أمور خارجة كالجمال والمال ونحو ذلك التي لا ترتبط بسعادة الحياة الزوجية وتنشئة الأولاد وتربيتهم.
الرابع : عدم تحميل الأرض ما يضرّها من كثرة الماء وزيادة البذر ، فإنّه وإن أوجب الانتفاع بذلك عاجلا لكنّه يضرّ بها آجلا وهكذا حال المرأة في كلّ ما يتعلق بها من الاستمتاعات.
الخامس : مراعاة البذر في الحرث بالحفظ والتنمية كذلك لا بد من مراعاة المرأة وما في رحمها من البذر الإنساني فإنّ احتياج المجتمع الإنساني إلى النساء لأجل بقاء النوع ودوام النسل كما يحتاج إلى الحرث في إبقاء البذور ، وتحصيل الغذاء للإنسان لحفظ حياته فجعل الله تبارك وتعالى رحم المرأة منشأ تكوّن الإنسان كما جعل في الرجل المادة الأصلية ، فكلّ واحد من الزوجين يكمّل الآخر ويستعين به في رفع الحاجات ، وقد جعل الله بينهما مودة ورحمة يخدمان النوع خدمات شرعية.
السادس : أنّ الحارث مسلّط على الأرض بأنحاء التعمير والاستفادة منها ، لأنّ الحرث وسيلة لبقاء النّوع وهو غير مقيّد بوقت كذلك الزوج مسلّط على الانتفاع من الزوجة في أيّ وقت شاء بأيّ كيفية أراد بحسب الوظيفة الشرعية.
السابع : أنّ بهجة الأرض وخضرتها وزيادة زرعها مما يوجب انبساط الحارث وفرحه كذلك جمال الزوجة ونظافتها ونزاهتها الفاضلة من موجبات فرح