بحث دلالي
تدل الآية الشريفة على أمور :
الأول : أنّها تدل على فضل شهر رمضان على سائر الشهور ، وذلك لنزول القرآن الذي هو أشرف الكتب السماوية ـ كما مر ـ وأعظم تجلّ إلهي أبدي في عالم الإمكان ، وفرق بينه وبين تجليه تعالى لموسى بن عمران (عليهالسلام) بوجوه :
الأول : أنّه تجلّ جزئي بالجزئية الوجودية ـ لا المفهومية ـ لفرد واحد من أفراد الإنسان اللائق ، والقرآن تجلّ إلهي نوعي.
الثاني : أنّ الأول كان في محلّ خاص وهو الجبل ، وهذا من قمة العرش الأعلى إلى قرار الأرض.
الثالث : أنّ في الأول كان التجلّي موجبا لصعق موسى (عليهالسلام) وتجلّي القرآن موجب لارتقاء القلوب من حضيض الدنيا إلى عالم الغيب المحيط بها ، فيصير المتجلّى له عالما عقليا مضاهيا للعالم العيني.
الرابع : أنّ تجلّي القرآن على قلب نبينا الأقدس (صلىاللهعليهوآله) لم يوجب أن يخر صعقا بل بقي مستقيما باستقامة شروق النور المقدّس الأحدي ، وبقي المتجلّي لهم ببقاء النور المحمدي المقتبس من النور الأقدس الأحدي.