والآية تدل على أنّ قسما خاصا من اليمين يكون مورد المؤاخذة وهو ما تصلح النية فيه ، وفي غيره لا مؤاخذة فيه ، للقاعدة العقلية من انتفاء الحكم بانتفاء الموضوع.
ويستفاد من الآية الكريمة كمال الأهمية للنيات ، فإنّ عليها يدور صلاح الأعمال وفسادها والثواب والعقاب ، وظاهر اللفظ إنّما يكون معتبرا لأجل كونه كاشفا عن النيات.
قوله تعالى : (وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ).
الغفور والحليم من أسماء الله تعالى الحسنى ، والأول مبالغة في التجاوز والغفران عن الذنب بالشرائط المقرّرة في الشريعة ، والثاني عبارة عن الإمهال وترك التعجيل في العقوبة.
وتعقيب هذه الآيات المباركة بهذين الاسمين الشريفين للإشارة والترغيب إلى عدم اليأس من رحمة الله تعالى لو تحققت المخالفة لبعض تلك الأحكام أحيانا لإغواء الشيطان فيتوب إليه تعالى ويرغم أنف الشيطان ، فذكر جل شأنه هذين الاسمين للإعلام بزيادة التوجه والتنبيه والمبالغة في عدم حصول اليأس عند صدور المعصية.