بحث علمي
الآية الشريفة تدل على نزول القرآن الكريم في شهر رمضان ، وقد ذكر سبحانه في آيات أخر أنّه كان في ليلة القدر منه ، وهي واحدة من الآيات الكثيرة الدالة على نزوله من الله تعالى على رسوله (صلىاللهعليهوآله) وجميعها تدل على عظمة المنزل وأهميته ، قال تعالى : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) [الإسراء ـ ١٠٥]. والكلام في نزول القرآن يقع من ناحيتين :
الأولى : في حقيقة النزول وللعلماء والفلاسفة كلام فيها ، وهو مورد البحث عندهم وقد أفردوا لمسألة الوحي كتبا مستقلة ، وسيأتي البحث عنه في الموضع المناسب إن شاء الله تعالى.
الثانية : في كيفية النزول وأنّه هل نزل جملة واحدة أو نزل متفرّقا أو هما معا؟ وما يتعلق به من حيث زمان النزول ومكانه وأول ما نزل. والكلام في المقام في هذه الناحية يقع في أمور :
النزول والتنزيل :
الآيات التي وردت في إنزال القرآن الكريم على قسمين : قسم ورد فيه لفظ النزول الدال على الانحطاط من العلو ـ سواء كان ذلك حقيقيا أو اعتباريا ـ جملة واحدة من دون ملاحظة التفرق والتدرج فيه ، قال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) [الدخان ـ ٣] ، وقال تعالى : (وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ) [الأنعام