الرابع : أنّ في السور المدنية ذكر المنافقين بخلاف السور المكية فإنّ فيها ذكر الأمم والقرون.
الخامس : أنّ السور المدنية أغلبها فيها جملة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) ، بخلاف السور المكية فإنّ الأغلب فيها (يا أَيُّهَا النَّاسُ) أو أولها حرف تهج غالبا.
عروج القرآن :
كما أنّ للقرآن نزولا حسب ما تقدم كذلك له صعود وتجليات أي : ظهور في المظاهر اللايقة به.
منها : تجلياته في قلوب أولياء الله المخلصين وأحبائه العارفين ، كما هو ظاهر عند أهله وإشراقاته المعنوية على النفوس المستعدة لها.
ومنها : صعوده إليه جلّت عظمته فمنه المبدأ وإليه المنتهى ، لقوله تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) [الفاطر ـ ١٠].
ومنها : صعوده إليه تعالى ، وتجسّمه لأهل الحشر ، لأن يشفع في من له أهلية الشفاعة ، كما في كثير من الأحاديث وشكواه ممن ضيّعه.
ومنها : صعوده إلى مقام الشهادة عند الميزان ، كما هو الشأن بالنسبة إلى الأنبياء والمرسلين ، ويدل عليه كثير من الآيات ، كما يأتي.
بل يمكن أن يقال : إنّ جميع آثاره الباهرة الظاهرة منه من مراتب صعوده كشفائه للمرضى وحجبه عن الأرواح الشريرة إلى غير ذلك مما وضع له كتب مستقلة ، وعن عليّ (عليهالسلام) في القرآن «لا تحصى عجائبه ولا تنقص غرائبه».
خلق القرآن :
وقع الكلام بين العلماء السابقين في قدم القرآن وخلقه وذهب إلى كل واحد منهما فريق وأقام الدليل على مختاره ولا فائدة في هذا النزاع الذي أشغل بال المسلمين برهة من الزمن.