التفسير
١٨٦ ـ قوله تعالى : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي).
السؤال : طلب معرفة شيء واستدعاؤها ، أو طلب مال. وفي الأول يتعدى إلى المفعول الثاني بنفسه تارة ، وبحرف الجرّ أخرى ، تقول : سألته كذا ، وسألته عن كذا ، قال تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) [الأنفال ـ ١] ، وقال تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) [البقرة ـ ١٨٩] ، وقال تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) [المعارج ـ ١]. وإذا كان لطلب المال يتعدى إليه بنفسه أيضا ، وبمن أخرى ، قال تعالى : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) [الأحزاب ـ ٥٣] والمعروف أنّ الطلب إذا كان من العالي إلى السافل ، فهو أمر.
وإذا كان بالعكس فهو سؤال. وإذا كان من المساوي فهو استفهام ، وقد ذكرنا في الأصول أنّه لا كلية في ذلك ، ويختلف الدعاء عن السؤال في أنّ الأخير بمنزلة الغاية للأول.
والعبد ، والعبودية ، والعبادة : بمعنى التذلل والخضوع ، وتقدم في سورة الحمد ما يتعلق به. وللعبد في القرآن دلالات :
الأولى : في مقابل الحر ، وهو الذي يباع ويشترى كسائر الأمتعة وله أحكام خاصة في الإسلام مذكورة في الكتب الفقهية ، قال تعالى : (الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى) [البقرة ـ ١٧٨].