وتضرّعه ، ويعجّل إجابة بعض الدعوات لأنّه تعالى لا يحب سماع صوت داعيه وتضرعه.
ولكن ذلك لا يوجب إلغاء ناموس العلية والمعلولية بين الأشياء ، بل قد أثبتنا في المباحث السابقة أنّ هذا القانون حق لا ريب فيه وأنّه «أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها» إلا أنّ الدليل العقلي أثبت الواسطة لها دون الانحصار والدعاء داخل تحت هذا القانون وأنّه من طرق العلية للأشياء والتقريب بين الأسباب والمسببات واقعا وإن لم ندركه ظاهرا ، وإليه يشير ما ورد عن أمير المؤمنين (عليهالسلام) في وصيته لابنه الحسن (عليهالسلام) : «ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته واستمطرت شآبيب رحمته فلا يقنطنك إبطاء إجابته».
شروط الدعاء :
للدعاء شروط كثيرة جدا مذكورة في القرآن الكريم والسنة المقدسة وهي تنقسم إلى شروط الصحة فلا يصح الدعاء بدونها ، وشروط كمال له. أما شروط الصحة فهي :
الأول : الإيمان بالله تعالى قال عزوجل : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة ـ ١٨٦].
الثاني : الإخلاص في الدعاء وعقد القلب عليه ، وحسن الظن بالإجابة ، قال تعالى : (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) وقال تعالى : (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ) [يونس ـ ١٠٦].
وفي الكافي عن الصادق (عليهالسلام) : «إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلّهم ، ولا يكون له رجاء إلا عند الله فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه» ، وعن الصادق (عليه