والمفصّل ثلاثة أنواع : طوال ، وأواسط ، وقصار ؛ فطواله : من أول الحجرات إلى سورة البروج ؛ وأواسطه : من سورة الطارق إلى سورة البينة ؛ وقصاره : من الزلزلة إلى آخر القرآن.
* * *
٢٣. عدد آيات القرآن وعدد كلماته وحروفه
قيل عدد آيات القرآن ٦٢٠٠ وكسر ، واختلفوا فى الكسر ، فقيل : ٦٢٠٤ ، أو ٦٢٠٥ ، أو ٦٢١٠ ، أو ٦٢١٤ ، أو ٦٢١٧ ، أو ٦٢٢٠ ، أو ٦٢٢٦ ، أو ٦٢٣٦ ، وسبب هذا الاختلاف أن النبىّ صلىاللهعليهوسلم كان يقف على رءوس الآى تعليما لأصحابه أنها رءوس آيات ، فإذا علموا وصل الآية بما بعدها ليستقيم المعنى ويتم ، فيظن البعض أن ما وقف عليه ليس فاصلة ، فيصلها بالذى بعدها ويعتبرهما آية واحدة ، والبعض يعتبر كل واحدة آية مستقلة فلا يصلها بما بعدها.
وآيات القرآن مختلفة فى الطول والقصر ، فأطول آية هى آية الدّين من البقرة ، وأقصر آية هى «يس» فى صدر سورة يس.
وتبلغ عدد كلمات القرآن ٧٧٩٣٤ كلمة ، وعدد حروفه ٣٢٣٠١٥ حرفا. وقيل إن معرفة عدد كلمات القرآن يمنع أن يزيد أحد عليها شيئا أو ينقص منها شيئا. ولما كان الله تعالى قد تحدّى الناس بقوله : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) (٢٣) (البقرة) ، والسورة يمكن أن تكون طويلة أو قصيرة ، وكانت أقصر سورة هى سورة الكوثر ، وآياتها ثلاث آيات ، فثبت أن أقل الإعجاز ثلاث آيات قصار. وفى الحديث : «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول «الم» حرف ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف».
* * *
٢٤. تنزيل القرآن
قيل : أنزل القرآن كله من أم الكتاب إلى بيت العزّة من سماء الدنيا فى ليلة القدر ، كقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) (القدر) ، وليلة القدر من شهر رمضان : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (١٨٥) (البقرة) ، فنصّ على أن ميقات نزوله كان رمضان ، ثم عيّن من زمانه الليل ، فقال : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (٣) (الدخان). وأنزله الله تعالى على نبيّه فى الليالى والأيام ، فى ثلاث وعشرين سنة ، وقيل : كان ينزل فى كل ليلة قدر ما ينزل فى سائر السنة ، كقوله : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (٤) (الدخان) ، أى يقضى الله فيها كل خلق وأجل ورزق وعمل إلى مثلها. وقيل : إن