يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (١١) وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِها أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِها أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) (١٢) (النساء) ، قيل إنها ثلث العلم ، أو نصفه ، وأنها عمدة الأحكام ، وتسمى آية الفرائض ، وفى الحديث : «تعلموا الفرائض وعلّموه الناس فإنه نصف العلم ، وهو أول شىء ينسى ، وأول شىء ينزع من أمتى» أخرجه الدار قطنى.
* * *
٦٩. آية الاستئذان
هى الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) (النور) ، خصّ بها أكثر الناس للاستئذان ، ويروى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرسل غلاما من الأنصار يقال له مدلج إلى عمر بن الخطّاب ظهيرة ليدعوه ، فوجده نائما قد أغلق عليه الباب ، فدقّ عليه الغلام ، فناداه عمر ودخل ، فاستيقظ عمر ، وانكشف منه شىء ؛ فقال : وددت أن الله نهى أبناءنا ونساءنا وخدمنا عن الدخول علينا فى هذه الساعات إلا بإذن ، ثم انطلق إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فوجد هذه الآية قد أنزلت ، فخرّ ساجدا لله.
* * *
٧٠. آخر آية نزلت من السماء
هى الآية (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (١١٠) (الكهف) ، ختم بها الله تعالى البيان ، قيل : ومعنى (لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) أن لا يرائي بعمله أحدا. وقال صلىاللهعليهوسلم : «أتخوّف على أمتى من بعدى الشرك والشهوة الخفية» ، وسئل : أو تشرك أمتك من بعدك؟ قال : لا يعبدون شمسا ولا قمرا ، ولا حجرا ولا وثنا ، لكنهم يراءون بأعمالهم». قيل : والرياء ، أشرك هو؟ قال : «نعم». قيل : فما الشهوة الخفية؟ قال : «يصبح أحدهم صائما ، فتعرض له شهوات الدنيا فيفطر». وقيل الشهوة الخفية من قبل النساء. وقال صلىاللهعليهوسلم : «من صلّى صلاة يرائي بها فقد أشرك ، ومن صام صياما يرائي به فقد أشرك» ثم تلا : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (١١٠) (الكهف). وفى الحديث عن أبى بكر أن