ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه. لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا». رواه مسلم. وعن سهل بن سعد (١) ؛ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعليّ عليهالسلام ، يوم خيبر : «فو الله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من حمر النعم» ، متفق عليه. وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قيل : يا رسول الله هذا! نصرته مظلوما ، فكيف أنصره إذا كان ظالما؟ قال : تحجزه وتمنعه من الظلم. فذاك نصرك إياه» (٢). رواه الإمام أحمد والشيخان. وعن يحيى بن وثاب عن رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم قال : المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ، أعظم أجرا من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» ، رواه الإمام أحمد (٣). وروى الطبرانيّ والضياء المقدسيّ عن أوس بن شرحبيل أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من مشى مع ظالم ليعينه ، وهو يعلم أنه ظالم ، فقد خرج من الإسلام» ، وعن النوّاس (٤) ابن سمعان قال : «سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن البر والإثم؟ فقال : البر حسن الخلق. والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس». رواه مسلم.
تنبيه : في فروع مهمة.
قال بعض الزيدية : من ثمرات الآية وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأنه لا يجوز إعانة متعدّ ولا عاص ، فيدخل في ذلك تكثير سواد الظلمة بوجه ، من قول أو فعل أو أخذ ولاية أو مساكنة. وفي (الإكليل) : استدل المالكية بالآية على بطلان إجارة الإنسان نفسه ، لحمل خمر ونحوه ، وبيع العنب لعاصره خمرا والسلاح لمن يعصي به ، وأشباه ذلك. انتهى. وهو متّجه.
__________________
(١) أخرجه البخاري في : الجهاد ، ١٠٢ ـ باب دعاء النبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى الإسلام والنبوة ، حديث ١٤٠٥ ونصه : عن سهل بن سعد رضي الله عنه ، سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول يوم خيبر «لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه». فقاموا يرجون لذلك أيّهم يعطى. فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى. فقال «أين عليّ»؟ فقيل : يشتكي عينيه. فأمر فدعي له. فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء. فقال : نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال «على رسلك ، حتى تنزل بساحتهم. ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم. فو الله! لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم».
(٢) أخرجه البخاري في : المظالم ، ٤ ـ باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما. حديث ١٢٠٣ ونصه : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «انصر أخاك ظالما أو مظلوما».
وفي الباب نفسه عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» قالوا : يا رسول الله! هذا ننصره مظلوما ، فكيف ننصره ظالما؟ قال «تأخذ فوق يديه».
(٣) أخرجه في المسند ٢ / ٤٣ والحديث رقم ٥٠٢٢.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه ، في : البر والصلة والآداب ، حديث ١٥.