[الأنعام : ١٥١ ـ ١٥٣]. الآيات الثلاث ، والبواقي : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) [الأنعام : ٩١] ، لما أخرجه ابن أبي حاتم أنها نزلت في مالك بن الصيف. وقوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) [الأنعام : ٢١]. نزلتا في مسيلمة ، وقوله : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ) [الأنعام : ٢٠]. وقوله : (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ) [الأنعام : ١١٤].
وأخرج أبو الشيخ عن الكلبيّ قال : نزلت الأنعام كلها بمكة ، إلا آيتين نزلتا بالمدينة في رجل من اليهود ، وهو الذي قال : (ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام : ٩١] ـ كذا في (اللباب) و (الإتقان). ومن خصائص هذه السورة ما أخرجه الطبرانيّ عن ابن عباس قال : نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا ، جملة واحدة ، حولها سبعون ألف ملك ، يجأرون بالتسبيح.
وروى السدّي عن ابن مسعود قال : نزلت سورة الأنعام يشيّعها سبعون ألفا من الملائكة. وروي نحوه من وجه آخر عنه أيضا.
روى الحاكم في (مستدركه) عن جابر قال : لما نزلت سورة الأنعام سبّح رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال : لقد شيّع هذه السورة من الملائكة ما سدّ الأفق. ثم قال : صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : نزلت سورة الأنعام معها موكب الملائكة سدّ ما بين الخافقين ، لهم زجل بالتسبيح ، والأرض بهم ترتج ، ورسول الله يقول : سبحان الله العظيم؟ سبحان الله العظيم!
وأخرج أيضا عن ابن عمر : قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : نزلت عليّ سورة الأنعام جملة واحدة ، وشيّعها سبعون ألفا من الملائكة ، لهم زجل بالتسبيح والتحميد.
قال الرازيّ : قال الأصوليون : هذه السورة اختصت بنوعين من الفضيلة :
أحدهما ـ أنها نزلت دفعة واحدة.
والثاني ـ أنها شيعها سبعون ألفا من الملائكة. والسبب فيه أنها مشتملة على دلائل التوحيد ، والعدل ، والنبوة ، والمعاد ، وإبطال مذاهب المبطلين والملحدين ، وذلك يدل على أن علم الأصول في غاية الجلالة والرفعة. وأيضا فإنزال ما يدل على الأحكام ، قد تكون المصلحة أن ينزله الله تعالى قدر حاجتهم ، وبحسب الحوادث والنوازل. وأما ما يدل على علم الأصول ، فقد أنزله الله تعالى جملة واحدة ، وذلك