أتى موسى فرعون وكلمه في أن يرسل معه قومه ، أنكر أمر الرب له ، وقال : لما ذا نعطل الشعب عن أعماله؟ وكانوا مسخرين لفرعون في عمل اللبن ، وأمر بزيادة عملهم ، بأن يجمعوا التبن من أنفسهم ، بعد أن كانوا يعطونه من قبل فرعون.
ثم طلب فرعون من موسى آية ، كما قال تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(قالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (١٠٦)
(قالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) (١٠٧)
(فَأَلْقى عَصاهُ) التي هي جماد (فَإِذا هِيَ) أي من غير سترة ولا معالجة سبب (ثُعْبانٌ) أي حية كبيرة هائلة ، فاضت عليه الحياة لتدل على فيضان الحياة العظيمة على يديه (مُبِينٌ) أي ظاهر لا متخيّل.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) (١٠٨)
(وَنَزَعَ يَدَهُ) أي أخرج يده من درعه بعد ما أدخلها فيه (فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) أي بيضاء بياضا نورانيّا خارجا عن العادة يجتمع عليه النظارة تعجبا من أمرها. فيدلّ على أنه يظهر على يديه شرائع تغلب أنوارها المعنوية الأنوار الحسية ، ويتقوى بها الحياة بالله.
القول في تأويل قوله تعالى :
(قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ) (١٠٩)
(قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ) أي الأشراف يكرهون شرف الغير عليهم ، في دفع هذه الآيات الظاهرة عن خواطر الخلق (إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ) أي ماهر فيه.
القول في تأويل قوله تعالى :
(يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَما ذا تَأْمُرُونَ) (١١٠)
(يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ) أي من أرض مصر بسحره ليتملك عليها