بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
القول في تأويل قوله تعالى :
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (١)
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ، قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
روى البخاري (١) عن ابن عباس أن سورة الأنفال نزلت في بدر.
وروى الإمام أحمد (٢) عن عبادة بن الصامت قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فشهدت معه بدرا. فالتقى الناس ، فهزم الله تعالى العدوّ ، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون : وأقبلت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه. وأحدقت طائفة برسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يصيب العدوّ منه غرة. حتى إذا كان الليل ، وفاء الناس بعضهم إلى بعض ، قال الذين جمعوا الغنائم : نحن حويناها وجمعناها ، فليس لأحد فيها نصيب. قال الذين خرجوا في طلب العدوّ : لستم بأحق به منا ، نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم. وقال الذين أحدقوا برسول الله صلىاللهعليهوسلم : لستم بأحق بها منا. نحن أحدقنا برسول الله صلىاللهعليهوسلم وخفنا أن يصيب العدو منه غرة ، واشتغلنا به ـ فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ...) الآية ـ فقسمها رسول الله صلىاللهعليهوسلم على فواق من المسلمين.
وهذا الحديث رواه الترمذي أيضا وحسنه ، ورواه ابن حبان في صحيحه ، وصححه الحاكم. ولفظ ابن إسحاق عن عبادة قال : فينا ، أصحاب بدر ، نزلت ، حين اختلفنا في النفل ، وساءت فيه أخلاقنا ، فنزعه الله من أيدينا ، فجعله إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقسمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين المسلمين على السواء.
__________________
(١) أخرجه البخاري في : التفسير ، ٨ ـ سورة الأنفال ، باب قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) ، حديث رقم ١٨٦٩.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٥ / ٣٢٣.