بحث عرفاني
يستفاد من هذه الآية الكريمة وأمثالها كمال العناية بشأن الصلاة لأنّ فيها إضافة إلى عالم لا نهاية له في الجلال والجمال والإفضال إضافة اختيارية يظهر أثرها على أفعال الجوارح والجوانح توجب عظمة المضاف وارتفاع درجاته ومقاماته المعنوية الأبدية لا سيّما إذا كان المضاف إليه داعيا لإيجاد تلك الإضافة ومرغبا إليها فإنّه من سنخ تعلق المحبوب بحبيبه. ففي الصّلاة هذا السّر المعنوي الذي تدركه العقول بحقائق الإيمان لا الحواس الظاهرة التي في الإنسان.
فالصّلاة هي العمود النوري المتصل بين الحيّ القيوم والعبد الذي هو في معرض الحوادث والآلام ، ولذا أمرنا بالاستعانة بها إذا أهمنا أمر. قال تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) [البقرة ـ ٤٥] ، وكانت الأنبياء (عليهمالسلام) إذا دهمهم أمر استعانوا بالصلاة.
والصّلاة علامة الإيمان بالله تعالى وبها وبقرينتها الزكاة تتحقق الأخوة الدينية ، قال تعالى : (فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ) [التوبة ـ ١١].
وإنّ تاركها من الكافرين ، فعن نبينا الأعظم : «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة». وإنّ تركها يوجب الحسرة العظمى في الدار العقبى ، قال