العظمى المطلقة والأحدية التي لا يعقل تحديدها بحد.
والنصرة : العون ، واللفظ كثير الاستعمال في القرآن الكريم قال تعالى : (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [آل عمران ـ ١٢٦] ، وقال تعالى : (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ) [آل عمران ـ ١٦٠] ، والنصير من الأسماء الحسنى.
والمعنى : ولما ظهر طالوت وجنوده المؤمنون في ساحة الحرب والقتال مع أعدائهم جالوت وجنوده لجأوا إلى الله تعالى يطلبون منه الصّبر في الوغى والثبات على الحق والجهاد والعون والنصرة على القوم الكافرين ولم يعتمدوا على أنفسهم مهما بلغوا في الإيمان والطاعة.
وإنّما قدّموا الصّبر على الثبات والنصرة لأنّ بالصّبر يتحقق الثبات على الحق وبه تتحقق النصرة على الأعداء فيكون ترتب النصر على الاستقامة من قبيل ترتب المعلول على العلة ، فهم راعوا الترتيب الطبيعي.
وقد لوحظ في الآية الشريفة ما هو المطلوب في أدب الدعاء وهو أمور :
الأول : استعمال لفظ (الرّبّ) فإنّه يدل على قربه مع مربوبه ومعيته معه ، وقد ذكرنا في سورة الحمد ما يتعلق به وقلنا : إنّه يستعمل في دعوات الأنبياء ومن يتلو تلوهم عند انقطاعهم إلى ربّهم.
الثاني : طلبهم جميعا العون والثبات والنّصر منه تعالى ، قال تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ* وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) [آل عمران ـ ١٤٧].
الثالث : مراعاة الترتيب في كيفية الدعاء كما ذكرنا وتدل على كل واحد من هذه الأمور السنة الشريفة.