يمكن إطلاقه على الله تعالى وعلى سائر مخلوقاته غير الإنسان فلا بد أن يكون المراد من استعماله هو إبراز المقصود بعناية خاصة ففي مورد الكلام يكون بألفاظ موضوعة في المخاطبة والمشافهة وفي القول بمطلق الإبراز بحيث يفهم المعنى المقصود ، وفي الوحي والإلهام بعناية خاصة خفيّة ونحو ذلك فالجامع القريب في الجميع هو إبراز المقصود بعناية خاصّة ويختلف ذلك باختلاف الموارد والخصوصيات.
كلام الله تعالى :
لا ريب في أنّ التكلم من صفات الباري عزوجل بنص من القرآن الكريم والسنة الشريفة كما عرفت ، ويمكن الاستدلال عليه بالقاعدة المعروفة : «أنّ كلّ ما كان ممكنا في ذاته عزوجل ولم يستلزم من ثبوته له تعالى قبح فهو واجب له تعالى» وهذه القاعدة من القواعد الحكمية المتينة التي استدلوا عليها بأدلة كثيرة ، وقد أثبتوا أصل وجوب الذات بها قال بعض الفلاسفة :
إذ الوجود كان واجبا فهو |
|
ومع الإمكان قد استلزمه |
والتكلم صفة كمال ممكن في ذاته جلّت عظمته ولم يلزم من ثبوته له تعالى قبح فهو واجب له عزوجل حسب تلك القاعدة.
وتكلّمه عزوجل غير علمه وسائر صفاته الجمالية ، والجلالية ، للقاعدة التي أسست في محله ـ المشهورة عند الفلاسفة وغيرهم من : «أنّ اختلاف المفهوم كاشف عن اختلاف الذات والحقيقة الا إذا دل دليل على الاتحاد» مثل العلم فإنّه عين ذاته ومتحد معه وإن اختلف مفهومه مع الذات بدليل خارجي وهو مفقود في المقام.
والبحث في كلامه تعالى الذي هو معترك الآراء وإليه ينسب علم الكلام المعروف يقع في ناحيتين :
الأولى : في المراد من كلامه تعالى فإنّ الكلام حادث بالضرورة لأنّه