بحوث المقام
بحث دلالي
تدل الآية الشريفة على أمور :
الأول : يدل قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا) على رجحان الإنفاق عقلا وشرعا وإطلاقه يشمل الواجب والمندوب كما يشمل جميع ما رزقه الله تعالى لعبده المؤمن من مال أو جاه أو نفع أو منفعة أو انتفاع ، أو الاعتقاد الصحيح والعلم النافع والعمل الصالح بشرط أن يكون لمرضاة الله فإنّ ذلك هو المقصود الأصلي من إنفاق ما رزقه الله تعالى.
الثاني : تدل الآية الشريفة على أنّ ترك العمل بما أنزله الله تعالى والتقصير في الانتفاع بصالح الأعمال مع العلم بالارتحال من هذه الدنيا وعدم الاستقرار في دار الزوال كل ذلك يوجب الحسرة العظمى في دار القرار وهي كافية في العذاب ولا يحتاج إلى عذاب النار ، ولذا لم يعيّن سبحانه وتعالى نوعا من العذاب في هذه الآية الشريفة ، وإنّما بيّن انقطاع أسباب التوقّي التي كان يتخيل أنّها تنفع في تلك الدار.
الثالث : يمكن أن يراد بالبيع مطلق المبادلة المالية والانتقال بيعا كان أو هدية أو غيرهما مما يدور هذا العالم عليه ، كما أنّه يمكن أن يراد بالخلّة مطلق