بحث عرفاني
للحق جلّت عظمته تجليات :
منها : تجلّي ذاته بذاته لذاته ، وفيه تجلّي علمه وحكمته وقدرته وجميع الصفات الراجعة إلى الذات الأقدس ويلزم ذلك ابتهاج الذات بالذات ولا يعقل حد لهذا الابتهاج المنبعث عن الجامعية المطلقة للكمال المطلق فوق ما نتعقله من معنى الكمال ويقصر عن شرحه المقال.
ومنها : تجلّيه تعالى في صفاته الفعلية لما سواه ويلزم ذلك التكثر في المتعلّق لا في الذات لكن من ينظر إلى أنّ التكثرات من حيث إنّها من آثار تجلّيه تعالى يرى وحدة التجلّي من حيث الإضافة إلى الواحد الأحد لا من جهة التكثرات وقد نسب إلى عليّ (عليهالسلام) : «ما رأيت شيئا الا ورأيت الله قبله ومعه» وكذا يمكن ذلك لمن كان منقطعا إليه تعالى بحقيقة معنى الانقطاع فالبيع والخلّة والشفاعة لأهل الانقطاع إليه عزوجل كمال الانقطاع تكون من مظاهر إذنه وتجلّياته.
ومنها : تجلّياته التي تحصل باختيار عباده الصالحين فكلّ فعل من الأفعال الحسنة أضيف إليه عزوجل يكون من مظاهر تجلّيه خصوصا الصّلاة الجامعة للشرائط كما مرّ.