بحث كلامي
من الألفاظ الشايعة في القرآن الكريم لفظ (الشفاعة) ومشتقاتها التي ربما تبلغ أكثر من ثلاثين موردا ، والمستفاد من مجموع الآيات التي ورد فيها لفظ الشفاعة أنّها من الأمور الثابتة المتحققة بلا ريب ولا إشكال إلا أنّ في بعضها تنسب الشفاعة إلى الله تعالى بالأصالة وفي بعضها الآخر تنسبها إلى غيره عزوجل برضاه وإذنه ، فهي لا تنفي الشفاعة من أصلها.
والشفاعة من الموضوعات التي كثر الاهتمام بها في الإسلام بل في سائر الأديان الإلهية ، فقد بحث عنها في غير واحد من العلوم الإسلامية كعلم الكلام ، وعلوم التفسير والحديث والفقه.
والإلمام بها يقتضي البحث في مفهوم الشفاعة ومتعلّقها ، وثبوتها ، ومورد جريانها ، وشروطها ، وزمان تحقّقها ، ومن تصح منه ، ونسبتها إلى سائر المفاهيم الشرعية التي تثبت العفو والمغفرة وغير ذلك.
مفهوم الشفاعة :
مادة (شفع) تأتي بمعنى ضم الشيء مع غيره لغرض يترتب عليه ، فالشفاعة هي انضمام المشفوع له مع المستشفع لنيل غرض لا يناله إلا بها. وهي من الأمور الدائرة بين أفراد الإنسان لتحقيق أغراض خاصة وإنجاح بعض المقاصد كما أنّها من الرّوابط الاجتماعية الوثيقة بين الحاكم والمحكوم عليه.