بحوث المقام
بحث دلالي
تدل الآية الشريفة على أمور :
الأول : إنّما عبر باسم الجلالة (الله) في صدر الآية المباركة لدلالته على الكمال المطلق فوق ما نتعقله من معنى الكمال ، ولازم ذلك انحصاره في فرد ونفي الشريك عنه ذاتا وصفة وفعلا ، لأنّ الشرك مطلقا ينافي فرض الكمال المطلق وهو خلف ، وبهذا الدليل القويم يستدل على التوحيد في الذات والصفات والأفعال وهو يغنينا عن إطالة الكلام في ذلك ، ولأجل ذلك تكرّرت هذه الآية في القرآن الكريم قال تعالى : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [طه ـ ٨] ، وقال تعالى : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [النمل ـ ٢٦] ، وقال تعالى : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [التغابن ـ ١٣] ، إلى غير ذلك من الآيات المباركة لا سيّما إذا انضم إليها جملة (الحي والقيوم) لأنّها تتضمن أم الأسماء الجمالية والجلالية والأصل في نظامي التكوين والتشريع ، والرابط بين عالم الغيب بالشهادة وعالم الشهادة بعالم الغيب وفيها أهمّ أسرار عالم الملكوت وهي النور الذي يتدفق عن عالم الجبروت يستحيل على الممكنات تحمل معناها فترى العقول