بحث روائي
تقدم أنّ آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم التي تشتمل على جملة من المعارف الإلهية منها التوحيد الخالص وبيان الصفات العليا ويكفي في شرفها أنّ اسم الله تعالى تكرر فيها ثمان عشرة مرة بين ظاهر ومضمر بل يمكن القول بأنّها تحتوي على كليات وأصول المعارف الحقة :
أما التوحيد ـ فيكفي فيه قوله تعالى : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ).
وأما العدل ـ فإنّه يكفي فيه قوله تعالى : (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) إذ القيومية المطلقة لا تتم إلا بالعدل وإنّ به قامت السّموات والأرض.
وأما النبوة ـ فيرشد إليها قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ).
والنبوة والمعاد متلازمان تلازم المبدإ والمعاد ، لفرض أنّ النبي يخبر عن المعاد فهو بوجوده في هذا العالم وجود المعاد كما تدل عليه الآيات المباركة.
ومنه يستفاد الولاية أيضا إذ لا نبوة كاملة الا بتعيين الوصاية والولاية.
ولشرافة ما تضمنته هذه الآية الكريمة صارت من أعظم الآيات وأفضلها وأجمعها فقد ورد في السنة الشريفة ما يدل على فضلها وعظمة أمرها والاعتناء