بحث علمي
الآيات المباركة المتقدمة تدل على مشروعية الطلاق في الإسلام وهي من جملة المؤاخذات التي أخذها أعداء الإسلام عليه باعتبار أنّ الطلاق تفريق بين الزوجين وإلغاء العصمة بينهما.
والزواج حاجة إنسانية شرّعه الله تعالى لمصلحة الفرد والمجتمع ، وبقاء النوع الإنساني كما قلنا ذلك سابقا.
والطلاق إبطال لهذه المصلحة فإنّه سبب للفراق الذي هو مبغوض لكل ذي شعور وهو يجلب جملة من المفاسد التي هي أساس كلّ محظور ، ولذا حرمته بعض الشرائع السماوية كشريعة عيسى (عليهالسلام) وبعض القوانين الوضعية.
والجواب عن ذلك : أنّ الإسلام دين الرحمة والألفة والتعاطف ، وقد حث على الاجتماع والتواصل والاتحاد بين الأفراد وحرّم كلّ ما يوجب الفرقة والاختلاف ، ويدل على ذلك القرآن الكريم والسنة المقدسة ، ومن مظاهر ذلك : الزواج ، فإنّه حرض عليه في مواضع متعددة من القرآن الكريم بأساليب مختلفة قال تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم ـ ٢١] ، ويستفاد منه كمال العناية بهذه الحياة التي جعلها سبحانه حياة سكن وراحة وفيها المودة والرحمة التي