ما يطرأ من المشكلات على الحياة الزوجية طرقا متعددة منها الرجوع إلى العرف ، أو التحكيم ، أو أهل الزوجين ، أو الهجر في المضاجع ، أو الضرب بحدود وقيود وغير ذلك ، فلو كان الطلاق هو الحل الوحيد في نظر الإسلام لما كان لهذه الطرق المختلفة وجه معتبر فهو آخر الطرق ومع ذلك هو أبغض الحلال إلى الله تعالى.
وهو الطريق الأمثل لحل المشكلات إذا طرأ على الحياة الزوجية ما يهددها ، فإنّ الحل الذي يمكن تصوره في هذه الحالة إما وجوب التحفظ على الحياة الزوجية مهما بلغ الأمر ولو رجع إلى الفرقة إلى آخر عمر الزوجين كما يقول به بعض مذاهب النصارى. وهذا تعطيل لحقوق الأفراد وتحديد في حريتهما من دون مبرّر وإبقاء للمشكلات من دون حلّ لها. مع أنّه يرجع إلى الفرقة العملية بينهما وهو من أعقد المشاكل وأصعبها.
وإما الرجوع إلى قطع العلاقة بين الزوجين بعد استنفاذ جميع الحلول الملائمة فتنتهي الحياة الزوجية بالطلاق والتفرقة بين الزوجين لئلا يقعا في الحرام وتخرج الحياة الزوجية عن الكمال المطلوب منها فتجلب الشقاء للزوجين والأولاد وهذا أمر لا يرتضيه أحد ، فالطلاق هو آخر ما يتصوّر في حلّ المشكلات وإرجاع كلّ واحد من الزوجين إلى حياته الخاصة.
ومن ذلك يعلم : أنّ الطلاق إنّما يصح إذا استجمع جميع الشروط المقررة في الشرع ومنها أن لا يكون اقتراحيا من قبل الزوج من دون أيّ موجب مع كمال الملائمة بين الزوجين فإنّ صحة مثل هذا الطلاق موضع بحث لدى الفقهاء.