التفسير
٢٦١ ـ قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ).
المثل : تبين أحد الشيئين بالآخر لما بينهما من المشابهة والمناسبة ، وفي الحديث : «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل» أي الأشبه بهم من حيث الشرف وعلو المرتبة أو المنزلة.
وأصل الكلمة من المثول : وهو القيام ، وعن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : «من سرّه أن يمثل له الناس قياما فليتبوّأ مقعده من النار» أي يقومون له.
والأمثال قديمة ومعروفة عند العرب ، وكلمات الفصحاء والفلسفة العلمية والعملية مشحونة بالأمثال ، ولها من الفوائد والآثار الكبيرة في تنشيط الذهن وتوضيح المراد وتأكيد المطلوب ، والترغيب ، والتحريض ، والإنذار ، والتخويف والتذكير ما هو معلوم في المحاورات ، وقد كثر ضرب الأمثال في القرآن الكريم قال تعالى : (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر ـ ٢١] ، وقال تعالى : (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) [الروم ـ ٥٨].
وسبيل الله : كلّ ما فيه رضاء الرّحمن وأوجب كمال الإنسان والتباعد عن