الصحيح الذي ينبغي اتباعه في هذا الأمر العظيم الذي قلّما يخلو من شوائب المادة والأوهام الفاسدة.
٢٦٦ ـ قوله تعالى : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ).
هذا مثل آخر ضربه الله تعالى لمن ينفق ثم يتبعه بما يفسده ويحبطه.
والآية الشريفة تمثل حقيقة الأعمال والنيات بكلمات يتلألأ منها النور كأشعة الشمس في ظلماء الديجور تبتهج لها القلوب الواعية وتلتذ منها الآذان السامعة ترشد الإنسان إلى الحقيقة والواقع وتهديه إلى ما هو الأرشد والأصلح ، وتبيّن تأثير الأفاعيل المفسدة والنيات الباطلة في النفوس والأعمال ، وتحثه على التفكر والتمييز بين النافع والضار.
والود : المحبة ، وقد وردت هذه المادة في القرآن الكريم كثيرا ، والودود من أسماء الله الحسنى ، فإنّه الغفور الودود ، ويصح إضافته إلى الله تعالى وإلى خلقه.
والاستفهام لإنكار وقوع ود الإنسان لما ذكر في الآية الشريفة وكيف يود ذلك؟!!.
والنخيل جمع نخل أو اسم جمع يذكر ويؤنث وهو شجر التمر والأعناب جمع عنب وهو ثمر الكرم ، وإنّما خصّهما بالذكر لجمال منظرهما وكثرة نفعهما و «من» تكون بيانية ، تبيّن أنّ الغالب في الجنة هو النّخل والكرم وفيها أيضا من كلّ الثمرات.
وقوله تعالى : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) كناية عن وفور المياه وكثرة الأشجار والتفاف أغصانها بحيث تكون الجنة ذات بهجة وسرور دائمة السقي والنضارة والأثمار.
والكبر هو الشيخوخة ، والذرية الأولاد ، والضعفاء جمع الضعيف والإعصار ريح شديدة تنبعث من الأرض نحو السّماء عموديا تسمّيه العامة (الزوبعة).