الحادي والعشرون : إطلاق قوله تعالى : (أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) يشمل جميع مراتب الإحصار ولعلّ من أهمها حصر النفس للتفقه في الدّين والعمل بما جاء به سيد المرسلين فإنّه السيما الذي في قوله تعالى : (تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ) ويدل أيضا على كفاية السيما في إحراز الفقر وعدم الاحتياج إلى شيء آخر ما لم يعلم الخلاف خصوصا في أهل العفاف والكفاف.
الثاني والعشرون : يستفاد من الآية الشريفة (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا) أنّ الأصل في مصرف الصّدقات الفقراء كما عليه الفقهاء خصوصا هذا القسم منهم وهذا يدل على كثرة عناية الله تعالى بمن أحصر في سبيله.
الثالث والعشرون : يستفاد من قوله تعالى : (أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ) شدة المجاهدة النفسانية فإنّ العفة شيء والتعفّف شيء آخر والثاني أشد لكثرة الملازمة حتى صار خلقا للعفيف.
الرابع والعشرون : يستفاد من قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) كثرة الملازمة للإنفاق حتّى صار ذلك خلقا لهم وقد وعدهم عظيم الأجر ، وقد ختم سبحانه وتعالى الكلام بما وعد به أولا وفيه من براعة الأسلوب والحث على الإنفاق ما لا يخفى.