بحث علمي
الإنفاق من أعظم ما يهتم به الإسلام وهو من إحدى ركائزه وأصوله وقرين أهم العبادات وعدله في معظم آيات القرآن وقد ذكر في مواضع مختلفة من القرآن الكريم مؤكدا عليه بأساليب مختلفة مرشدا الناس إلى ما يتضمنه من المصالح والحكم وتتجلّى أهمية هذا الأمر أنّه يمسّ الاجتماع الإنساني ويرفع كثيرا من مشاكله وآلامه وحاجاته ، ويؤلف بين أفراده ويوقع التضامن بينهم ليكونوا كالبنيان المرصوص أمام عاديات الدّهر ونوازله وهذا ما اهتم به الإسلام فإنّ سعادة الفرد بسعادة النوع والاجتماع ، وهما في نظره على حدّ سواء ، فلا سعادة لأحدهما بدون سعادة الآخر.
والإنفاق بنفسه أمر فطري فإنّ مدّ يد المساعدة إلى بني النوع من غرائز الإنسان ولا يسع لأحد إنكاره ولكن هذا الأمر الفطري إن أهمل وترك ولم يقترن بداع عقليّ أو شرعيّ خارجيّ لزال وأصابه الفناء أو قلّ داعويته كسائر الغرائز فلا يمكن الاستفادة منه ، ولذا نرى أنّ بعض المذاهب الاقتصادية تذهب إلى إنكار الصّدقات وتشدد النكير عليها وتعتبرها من موجبات التخلف والانهيار الاقتصادي والخلقي للمجتمعات بينما نرى أنّ بعض المجتمعات لا تنكر الإنفاق والصّدقات ولكن تعتبر الفقير عالة على المجتمع يجب التخلص منه.
وأما سائر المذاهب الاقتصادية فإنّ الأهم عندهم هو إزالة الفقر