والتفاوت بين الأفراد من المجتمع ووضعت نظريات متفاوتة في محو هذه الظاهرة أو الحدّ منها ، وقد أيدت بعض السلطات الزمنية بعض هذه النظريات وحاولت تطبيقها على الحياة ، ولكن جميعها لم تصل إلى الحل المنشود بل تراجع كثير منها أمام المشاكل وما جلبتها من الشقاء والفساد وهو ما نراه اليوم في كثير من المجتمعات.
ولكن نظر الإسلام في الإنفاق يختلف عن جميع ما وضعه الإنسان في هذا المجال حتّى اليوم ، فهو ينظر إلى الإنفاق من جوانب ثلاثة متكاملة لا يصح النظر إلى جانب والإغماض عن بقيّة الجوانب فهي وحدة متكاملة باجتماعها يصل الإنسان إلى المطلوب والا استلزم خلافه وحرم من الغرض الذي يترتب على الإنفاق وهي :
الجانب الاقتصادي :
الإسلام إنّما يريد من الإنفاق والصدقات رفع الحوائج وإيجاد التكافل الاجتماعي. وتحقيق حياة نوعية متقاربة الأفراد متشابهة الأبعاض وذلك برفع معيشة الفقراء الذين أعوزهم المال في رفع الحوائج وتقريبهم إلى الطبقة العالية أهل الغنى والثروة وكبح جماح الأغنياء وعدم تمركز الثروة فيهم وفي أيّ طبقة من طبقات المجتمع قال تعالى : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ) [الحشر ـ ٧] ، وحرّم الإسراف والتبذير بالزينة بغير المعروف.
وبه ترتفع الحوائج ، ويقل التفاوت الا ما كتبه الله تعالى بحسب الاستعداد وبذلك تنتظم شؤون الحياة وتترتب ترتيبا صحيحا يتضمن سعادة الإنسان وفي ذلك يتحد أفراد المجتمع أمام الحوادث وعوادي الدهر فتحيى فيهم ناموس الوحدة والتعاون ويرتفع التباغض والتنافر بين الأفراد ، وقد أثبتت لنا هذه الحقيقة السيرة النبوية الشريفة على صاحبها آلاف التحية والثناء ففي مدة زعامته (صلىاللهعليهوآله) للأمة سعى في إيجاد الوحدة الاجتماعية