المتكافلة وتحقيق الأهداف التي رسمها الإسلام في حياة الإنسان مما جعل هذه البرهة من الزمان نورا يسطو على جبين الدّهر ومنارا يقتدى به (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) [الأحزاب ـ ٢١].
الجانب التربوي :
والإسلام ينظر في الإنفاق والصّدقات إلى تربية الإنسان تربية واقعية حقيقية تقوم على التعاطف والتراحم بين الأفراد والتكافل بينهم ونبذ التفرقة والتنافر فأوجب الصّلة بين الأفراد وفتح أبواب الصّدقات والإنفاق وحرّم الأذية والمنّ والبخل قال تعالى : (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [التغابن ـ ١٦] ، وأكد على تحريم الرياء والنفاق فإنّهما يهدمان كلّ مروة في الإنسان ويزيلان أثر كلّ تربية ويجلبان كلّ فساد وقد عرفت كيف ضرب الله تعالى الأمثال لذلك في الآيات المتقدمة مما لا يدع مجالا للشك.
الجانب الأخلاقي :
فقد لاحظ الإسلام في الإنفاق كونه أمرا أخلاقيا يرشد إلى التخلق بأخلاق الكرام والتحلي بصفة الجود والسخاء والتزين بالملكات الفاضلة والأخلاق الكريمة ، وأنّه من الحكمة التي يؤتيها من يشاء من خلقه ، وهذا ما أكدت عليه الآيات السابقة ، ففي الإنفاق يجتمع كثير من مكارم الأخلاق. وبه يمكن الإنسان ترويض نفسه وإرغامها على نبذ كثير من مساوي الأخلاق والتحلّي بمكارمها.
هذا موجز ما أردنا ذكره في الإنفاق في نظر الإسلام ، وهذه هي حقيقة من الحقائق القرآنية التي عليها في معظم الآيات المباركة والسنة الشريفة وإنّ العمل بها يجلب السعادة في العاجل والآجل والإعراض عنها يوجب الحرمان والشقاء وشيوع الفساد والفحشاء ، وهذا ما نراه اليوم في حياة الإنسان وقد صوّر لنا أمير المؤمنين (عليهالسلام) بعض تلك الجوانب الخطيرة في هذه الحياة التعسة إذ يقول (عليهالسلام) : «وقد أصبحتم في زمن لا يزداد الخير