بحث دلالي
تدل الآيات الشريفة على امور :
الأول : يستفاد من هذه الآيات التشديد في أمر الرّبا والتأكيد على تركه ولم يشدد سبحانه في المعاصي الكبيرة بما شدد في الربا لما فيه من سوء التأثير في الفرد والأمة ، وما فيه من طمس الفطرة ومحو نورها وما يجلب من الشقاء على أفراد الإنسان وانعدام الفضائل بينهم.
الثاني : يدل قوله تعالى : (لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) على أنّ الإنسان يخرج عن الحالة الطبيعية بفعل المعاصي والموبقات والجرائم وذلك لأنّ الإنسان في حالته الطبيعية يكون على استقامة وتوازن في أفكاره وأعماله ذو نظام صحيح في أقواله وأفعاله ، فإذا أصيب بحالة مرضية كالجنون خرج عن ذلك التوازن والنظام ، وكذا إذا فعل المعصية وأصرّ عليها واستولت على قلبه خرج عن تلك الاستقامة في الأفعال وانطمس نور الفطرة في نفسه ، وهذه الحالة يعبّر عنها في علم النفس الحديث بتعبيرات مختلفة كالشذوذ ، أو الانفصام والصرع ونحو ذلك تبعا لاختلاف درجات اختلال التوازن الفكري عنده وهي من أشدّ حالات الإنسان وما نزلت الكتب الإلهية ولم ترسل الرسل والأنبياء الا لمعالجة هذه الحالات التي يعبّر عنها القرآن الكريم بتعبيرات مختلفة منها قوله تعالى : (كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) وأمثالها من الآيات الشريفة التي ترشد