التفسير
٢٨٤ ـ قوله تعالى : (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ).
إثبات لملكيته تعالى لمخلوقاته ملكية حقيقية إيجادا وإبقاء وإفناء وتربيبا ومثل هذه الملكية مختصة به لا يمكن أن توجد لغيره كما ثبت بالبراهين العقلية المفصلة في علم الفلسفة الإلهية وهو تمهيد لقوله تعالى : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ) وبمنزلة العلة الفاعلية والغائية له فيصير مجموع الآية المباركة من القضايا العقلية التي ذكرت فيها العلتان المزبورتان وهي من أمتن القضايا وأشرفها كما هو ثابت في علم الميزان.
ولعل في تخلل كلمة العطف (وَإِنْ تُبْدُوا) إشارة إلى أنّ المعطوف من متممات المعطوف عليه فتكون المحاسبة على مضمرات القلوب وما يبدو ، وجزاؤه بالغفران أو العقاب من صغريات إحاطته القيومية على ما سواه فوق ما نتعقله من معنى الإحاطة فيكون تمام الآية بجميع أجزائها من أدلة سعة إحاطته.
قوله تعالى : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ).
البداء والإبداء : بمعنى الظهور والإظهار ، وهو خلاف الخفاء والإخفاء ، وكلّ منهما مورد علمه تعالى ، وكلّ ما كان مورد علمه في عباده من جوانحهم