بحث عرفاني
خلق الله تعالى الإنسان كالمرآة للحقائق الواقعية والمعارف المعنوية بل هو كالمرآة لصفات جلاله وجماله.
الحق في كثرة الأعيان إذ ظهرا |
|
ووجهه الأحديّ الذات ما كثرا |
لكن كما شاهد الأعيان شاء يرى |
|
وجه الحقيقة في مرآة إنسان |
هذا إذا كان الإنسان منقطعا إلى الله تعالى ومنقادا له من كلّ جهة وأما غيره فلا يليق به هذا المقام بل قد يكون كالأنعام.
فإذا كان للإنسان الاستعداد لأن يحكي حقائق الممكنات مما مضى وما هو موجود وما هو آت فيجب أن يعتني بنفسه ويرعاها نهاية الرعاية ولا يسقطها عن الاعتبار والا تلحقها المهانة والصغار لأنّها السبب الموصل إلى كلّ مطلوب ، والرابط بين أهل الأرض والغيب المحجوب فأيّ مكرمة لله على خلقه أعظم من هذه المكرمة وأي موهبة له تعالى في عوالمه أفضل من هذه الموهبة ومن فعل ما يوجب درن هذه المرآة فقد جنى على نفسه وأضاع ما أعدّ له من النعم الباقيات قال تعالى : (فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [التوبة ـ ٧٠].