بحث عرفاني
الآيتان المباركتان تدلان على مخاطبة الرسول (صلىاللهعليهوآله) مع الرب جلّت عظمته وحقيقة هذه المخاطبة من الأمور التي لا يمكن تعريفها وتحديدها فإنّه مهما أمكن تعريف شيء من الأشياء أو الإشارة إليه بحدّ أو رسم لا يمكن ذلك فيما هو خارج عن المشاعر الإمكانية وإن شئت فعبّر عنه بعلم الحال أو علم الحضور أو نحو ذلك مما يصح أن يشار به إلى هذا النحو من الوجدان فلا بأس به.
وكيف يعرّف ما هو خارج عن الأين والكيف ونحو ذلك من الألفاظ المعرّفة للأشياء؟!.
وكيف يعقل أن يعرّف حالة ملاقاة الحبيب غير المتناهي في أي جهة من الجهات لحبيبه المتفاني فيه من جميع جهاته حتّى وصل من الخلق إلى الحق بكلّ معنى الحقانية وأراد أن يرجع منه إلى الخلق لتكميل الحق والحقيقة؟!. والتعبير بالسفر والملاقاة والرجوع من باب قصور التعبير والا فلا معنى للحبيب وحبيبه المتفاني فيه هذه التعبيرات مطلقا.
وكيف تحدّ حالة هي حالة مكالمة الحبيب لحبيبه مشافهة وكلمات هي عين ما وقع بها التخاطب في قمة ذروة الممكنات بأسرها؟!
أم كيف يوصف فضاء تشرف بهذه الكلمات والملاقاة؟!