بحث دلالي
تدل الآيات الشريفة على أمور :
الأول : يستفاد من تكرار المعروف في هذه الآيات وغيرها اعتبار العرف وحجيته عند الشارع إلا إذا ورد الرّدع عنه في مورد مخصوص ، وقد ذكرنا أنّه يرجع إلى حكم العقل بحسن شيء أو قبحه ، فيشمل بناء العقلاء أيضا بل يظهر منها أنّ الأحكام الشرعية مبتنية على العرفيات ما لم يحدها الشارع بحد معيّن.
الثاني : أنّ إرجاع أولياء الأمور في النكاح والطلاق إلى المعروف فيه كمال العناية بمراعاة ما تعارف عليه أهل كلّ واحد من الزوجين وإرشاد إلى حسن الاجتماع والتآلف ، فإنّ النكاح والطلاق من الأمور الاجتماعية فلا بد أن يرجع فيما يرتبط بهما إلى الاجتماع والعرف فلا يستبد أحدهما بأمر ينكره العرف والاجتماع.
الثالث : يدل قوله تعالى : (وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا) أنّ من أضرّ بالغير يستلزم رجوع الضّرر عليه فيكون هو المتضرّر الوحيد بقرينة كلمة (ضِراراً) ويؤكد ذلك قوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ).
الرابع : يستفاد من قوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) أنّ