٦ ـ جودة المصوّرة والقوة المخيّلة حتى تأتي بالأشياء تامة الوضوح (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) [يوسف : ٤].
٧ ـ استعداده للعلم ، وحبه له ، وتمكّنه منه (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ، ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْءٍ ، ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) [يوسف : ٣٨] ، (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً ، وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [يوسف : ٢٢] ، (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) [يوسف : ١٠١].
٨ ـ شفقته على الضعفاء وتواضعه مع جلال قدره وعلوّ منصبه. فخاطب الفتيين المسجونين بالتواضع فقال : (يا صاحِبَيِ السِّجْنِ ...) [يوسف : ٣٩] الآية ، وحادثهما في أمور دينهما ودنياهما ، فالأول بقوله : (لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ) [يوسف : ٣٧]. والثاني بقوله : (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ ...) [يوسف : ٣٧] الآية ، وشهدا له بقولهما : (إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف : ٣٦].
٩ ـ العفو مع القدرة (قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ، يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ ، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف : ٩٢].
١٠ ـ إكرام العشيرة (وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) [يوسف : ٩٣].
١١ ـ قوة البيان والفصاحة بتعبيره رؤيا الملك ، واقتداره على الأخذ بأفئدة الراعي والرعية والسوقة ، ما كان هذا إلّا بالفصاحة المبنية على العلم والحكمة (فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ) [يوسف : ٥٤].
١٢ ـ حسن التدبير (فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ ...) [يوسف : ٤٧] الآية.
ثم تأمل في اقتدار يوسف عليهالسلام على سياسة الملك ، وكيف اجتذب إليه القلوب بالإحسان (وَقالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ ..) [يوسف : ٦٢] الآية ، ودبر الحيلة العجيبة بمسألة الصواع والاتهام بالسرقة ليضم أخاه إليه (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ ...) [يوسف : ٧٦] الآية ، وعامل المحكومين بشرعهم ودينهم وملتهم وعادتهم ، كما عليه جميع الأمم الشرقية الحية من الرفق بالأمة المحكومة لهم ، فيسوسونهم بدينهم وعادتهم وشرعهم وأخلاقهم وأموالهم اتباعا لما رسمته الشريعة الغراء مما