بحوث في علم الأصول [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في بحوث في علم الأصول

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

بحوث في علم الأصول [ ج ١ ]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

نفثة مصدور

(إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وشفيعنا محمد وآله الهداة الطاهرين.

أما بعد : فإن ثلّة من الرجال لا يعيشون بين أممهم كأفراد ، وإنما يعيشون ويموتون وهم يشكلون قضية ، تلوّن مسيرة أممهم ، بل تطبع سلوك هذه الأمم في الفكر ، والعمل ، والتوجهات.

إن اختراق هذا النموذج من الرجال ، لحواجز وقوانين (الفردية) ، لا يتأتى إلّا بعد توفر مواصفات وشروط صعبة ، يندر أن تتوفر إلّا للأبدال من الناس ، بل حتى هذه الشروط التي تسبب اختراق قوانين الفردية ، تختلف وتتفاوت فيما بين مفردات هذه الثلة من الأبدال ولذا :

فمنهم : من يبرز في أمته كبطل وطني يفجر قضية الصراع بين أمته وأعدائها من غزاة خارجيين ، أو طغاة محليين ، وبهذا يرسم لشعبه طريق الخلاص.

ومنهم : من يبرز في أمته كمفكر وطني ، عند ما برسم لأمته أطروحة خلاصها من أعدائها ، عبر صيغ فكرية تحدد مواقف الأمة ، وتثرى مسيرتها ، وتشحذ عزيمتها ، وتوفر لها بالتالي أسباب التحرر والانعتاق.

شهد التاريخ مثل هذين النموذجين في أكثر أطواره ومراحله ، ولكن قلّ وندر أن شهد التاريخ نموذجا من الرجال ، يقدم لأمته أطروحة تحررها ، ووثيقة