أصلا ، أو بواسطة أمر مساوي مع الالتزام بأن ما يعرض بواسطة أمر أعم داخلي أو خارجي ، وبواسطة أمر أخص أو مباين ، أعراض غريبة؟.
المحقق العراقي (قده) حقق هذا البحث بأفضل تحقيق عرض من قبل علماء الأصول ، ولذا سوف نقتصر على عرضه دون غيره مع إجراء المناقشة المناسبة لما عرضه (١).
قال المحقق العراقي : بأنه لا ينبغي تقسيم العرض بما ذكر ، وإنما ينبغي تقسيمه على النحو التالي : إنّ العرض المحمول بالنسبة إلى الموضوع يتصور على أنحاء :
أ ـ النحو الأول :
أن يكون المحمول ذاتيا للموضوع بمعنى الذاتي في كتاب الكليات ، أي يكون جنسا له أو نوعا أو فصلا له.
ب ـ النحو الثاني :
أن يكون المحمول خارجا عن حريم ماهية الموضوع ، لازما له ، بحيث يكون الموضوع وحده كافيا للاتصاف به بلا حاجة إلى سبب من الخارج ، من قبيل الحرارة بالنسبة إلى النار ، فإنّ الحرارة ليست من ذاتيات النار ، ولكنها لازم لا يحتاج إلى واسطة.
ج ـ النحو الثالث :
أن يكون المحمول محتاجا إلى واسطة بالنسبة إلى الموضوع بمعنى أنه ليس ذاتيا ، ولا لازما ، بل هو عرض مفارق. ولكن هذه الواسطة حيثية تعليلية بمعنى كونها لثبوت المحمول للموضوع ، من قبيل مجاورة النار التي هي واسطة في ثبوت الحرارة للماء ، فإنّ الحرارة بالنسبة للماء ليست ذاتية ، ولا لازمة ، بل تحتاج إلى واسطة ، وهي مجاورة النار التي هي الحيثية التعليلية ، وهي العلة في
__________________
(١) بدائع الأفكار ـ العراقي : ج ١ ص ١٠.