هل المناط هو الذاتية في العروض والحمل بلحاظ مرتبة الوجود ، أو الذاتية في العروض والحمل بلحاظ مرتبة التحليل؟.
ففي كل من المرتبتين الحمل والعروض يكونان متلازمين متى صدق أحدهما حقيقة صدق الآخر حقيقة ، وإنما ينفك أحدهما عن الآخر إذا أخذنا الحمل من مرتبة ، والعروض من مرتبة أخرى ، إذا أخذنا الحمل من مرتبة الوجود ، وأخذنا العروض من مرتبة التحليل ، حينئذ ينفك أحدهما عن الآخر. وأما العروض والحمل بلحاظ مرتبة واحدة فهما لا يكاد ينفك أحدهما عن الآخر.
فحتى يصح كلام المحقق العراقي ، لا بد وأن يصاغ بهذا التعبير ، بأن يقال : بأن المناط في الذاتية سواء أكان عروضا أو حملا ، هو العروض والحمل في مرتبة واحدة ، إمّا مرتبة الوجود وإمّا مرتبة التحليل.
الإشكال الثالث على المحقق العراقي :
وهو الذي يتضح به حقيقة الحال ، وحاصله أن مراد الحكماء من العرض الذاتي ليس هو ما كان عروضا أو حملا بلحاظ مرتبة التحليل فقط ، ببرهان أن لو كان مرادهم هذا ، للزم أن يكون عوارض النوع غريبة عن الجنس ، وغير ذاتية للجنس ، مع أننا نقلنا لكم أن الحكماء يصرحون بأن عوارض النوع جزء من علم الجنس. إذن فليس مرادهم هذا ، كما أنه ليس مرادهم من الذاتية ، الذاتية عروضا وحملا بلحاظ مرتبة الوجود ، إذ لو كان هذا هو مقصودهم ، إذن للزم أن يكون العرض الذي يعرض بواسطة أمر خارجي أعم أو أخص أيضا ، عرضا ذاتيا ، لأنه يصح حمله عليه ، ويصح عروضه بلحاظ مرتبة الوجود حقيقة ، مع أنهم اتفقوا على أن العرض الذي يعرض بواسطة أمر خارجي أو أخص خارجي ، هذا ليس عرضا ذاتيا.
ومن هنا يعرف أن مقصودهم من العرض الذاتي هنا شيء آخر غير الذاتية بلحاظ العروض والحمل أصلا ، لا في مرتبة التحليل ولا في مرتبة الوجود ، وتوضيح هذا الشيء الآخر هو أنّ مقصودهم من الذاتية هو الذاتية بلحاظ