في المعنى بدون لحاظ ذلك المعنى ، فلو فرض أن المستعمل أراد أن يستعمل لفظ مولى في السيد وفي العبد باستعمالين في وقت واحد ، للزم في ذلك الوقت لحاظ كلا المعنيين ، وحينئذ هل أن المستعمل يلحظ هذين المعنيين بلحاظ واحد أو بلحاظين؟. فإن قيل بأنه يلحظهما بلحاظ واحد حيث يجعل منهما مركبا اعتباريا وحدانيا ويلبسهما ثوب الوحدة فيلحظه بلحاظ واحد ، فهذا خلف ، لأنه خارج عن محل النزاع لأنه يكون من باب استعمال اللفظ الواحد في المعنى الواحد ، وإن قيل بأنه يلحظهما بلحاظين ، حيث يلحظ السيد بلحاظ ، ويلحظ العبد بلحاظ آخر ، فهذا غير معقول ، لأن النفس بقطع النظر عن حيثياتها لا يصدر منها لحاظان في وقت واحد لبساطتها ، نعم يصدر منها لحاظان في وقت واحد بضم ضمائم إليها ، فالإنسان في وقت واحد هو يلحظ نعومة التفاحة بتوسط حاسة اللمس ، وهو يلحظ شكل التفاحة بتوسط حاسة البصر ، فهذان لحاظان صدرا من النفس لكن بتوسط الحيثيات والقوى ، ولكن بقطع النظر عن هذه الحيثيات فالنفس لا يصدر منها لحاظان في وقت واحد إذن فهذا مستحيل.
وهذا البرهان غير تام ، حيث يمكن القول بأن النفس تلحظ المعنيين بلحاظين استقلاليين ، ولا محذور في ذلك ، وأمّا دعوى استحالة صدور لحاظين من النفس فهي باطلة نقضا وحلا.
أما نقضا فيمكن أن ننقض بأمرين :
النقض الأول :
أن الميرزا يعترف بأن النفس يمكن أن تلحظ المركبات الاعتبارية ومن الواضح أن النفس تلبس هذه المركبات ثوب الوحدة وإلّا فالمركب الاعتباري متعدد في نفسه ، إذن ففي المرتبة السابقة على إعطاء النفس ثوب الوحدة لهذه المركبات الاعتبارية ، لا بد وأن تلحظ النفس هذه المركبات بما هي كثيرة ثم تلبسها ثوب الوحدة ،