القسم الثاني :
الأسماء الموضوعة لعناوين عرضية منتزعة من أمر خارج عن الذات ، من قبيل عنوان السيف وعنوان الزوج ، فإن عنوان السيف ليس ذاتيا للحديد بل هو منتزع عنه بلحاظ أمر خارجي ، وعنوان الزوج ليس ذاتيا لزيد بل هو منتزع عنه بلحاظ أمر خارجي ، وفي هذا القسم ، يمكن جريان النزاع لأن كلا الركنين موجود في المقام ، فإن السيف والزوج يحمل على الذات ، والمغايرة بين المبدأ والذات موجودة ، فإن الزوجية مغايرة مع ذات زيد ، ومبدأ السيف وهو الحالة المخصوصة في الحديد مغايرة ما ماهية الحديد ، إذن فهذه العناوين العرضية ، يمكن فرض ارتفاع مبادئها مع انحفاظ الذات ، لأنها مغايرة للذات ، وعلى هذا يمكن جريان النزاع في هذا القسم الثاني.
وأما القسم الأول الذي ذهبوا فيه إلى عدم تعقل جريان النزاع لأنه لا يمكن انحفاظ الذات مع زوال المبدأ ، إذ مع زوال مبدأ الشجرية والإنسانية ، لا شجر ولا إنسان ، هنا لا بدّ أن نسأل ، مقدّمة للبحث ، أنه ما المراد بالذات الذي تقولون بأنها لا تنحفظ بعد زوال الشجرية والإنسانية؟. هل المراد من الذات المركب النوعي أو المراد من الذات الجسم؟.
ولتوضيح الفكرة نأخذ السيف كمثال ، ولا بد أن نشرح تصورات الفلاسفة القدماء حتى نفهم كلمات علماء الأصول ، يقولون أن السيف مركب من أربعة أمور :
الأمر الأول هو المادة الصرفة أو القوة الصرفة وهي المسماة بالهيولى.
والأمر الثاني هو الصورة الجسمية التي تلبسها الهيولى فأصبحت بهذه الصورة الجسمية جسما.
والأمر الثالث هو الصورة النوعية ، وهي كون السيف حديدا ، لأن الصورة الجسمية كما هي موجودة في الحديد أيضا هي موجودة في الماء ، فالحديد يختلف عن الماء بالصورة النوعية.